1 – من المؤكد أن العمليات العسكرية التي بدأت بين إسرائيل وقطاع غزة في أعقاب العملية النوعية التي قامت بها حركة حماس ضد إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023م، سوف تطرح العديد من التأثيرات المختلفة على مستقبل القضية الفلسطينية وذلك في ضوء القرارات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية منذ اليوم الأول لبدء الحرب والـتأكيد على أنها سوف تكون حرباً طويلة لابد أن تنتهى بتحقيق مجموعة الأهداف التي حددتها، وهو الأمر الذى يستدعي التعرف على أبعاد هذه العمليات وتأثيراتها على المستويين الإقليمي والدولي ومواقف الأطراف المختلفة والسيناريوهات المتوقع حدوثها خلال المرحلة المقبلة .
2 - ودون التعرض لتفصيلات الجوانب العسكرية المرتبطة بطبيعة العمليات الجارية بين إسرائيل وقطاع غزة، فإن هناك جانباً هاماً في رأيي لابد من الإشارة إليه يتمثل في أن القصف الإسرائيلي الحالي على القطاع يعتبر قصفاً غير مسبوق ارتبط أساساً بالفشل الذريع الذى تعرضت له العسكرية والعنجهية الإسرائيلية من جراء العملية التي نفذتها حركة حماس بنجاح منقطع النظير، ومن ثم انتقل العمل العسكري الإسرائيلي من مرحلة القصف المكثف المعتاد الذى شهدناه خلال الحروب السابقة التي بدأت منذ عام 2008م، إلى مرحلة جديدة جوهرها تنفيذ أكبر قدر من التدمير المساحي دون النظر إلى طبيعة المؤسسات التي يتم قصفها سواء دينية أو صحية أو تعليمية، وهو الأمر الذى سوف يساعد من وجهة النظر الإسرائيلية في مسار التمهيد للمعركة البرية متى توافرت عوامل تأمينها في أي وقت تراه مناسباً .
3 – ومن الواضح أن هناك مجموعة من الأهداف الرئيسية التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها من عملياتها في غزة وأهمها الأهداف الثلاثة التالية:
الهدف الأول: العمل على استعادة الهيبة التي ارتبطت بوضعية الجيش الإسرائيلي والتي سعت إسرائيل إلى ترويجها طوال فترات طويلة مضت في إطار ما يمكن أن يسمى " الجيش الذي لا يقهر ".
الهدف الثاني: القضاء على حركة حماس بشكل نهائي في قطاع غزة مع تدمير بنيتها العسكرية، وكذا تنفيذ نفس الهدف في مواجهة كل من حركة الجهاد الإسلامي وأية تنظيمات عسكرية فلسطينية مسلحة.
الهدف الثالث: السعي لترتيب الأوضاع في قطاع غزة في مرحلة ما بعد انتهاء حكم حماس وبما يضمن في النهاية عدم عودة الوضع هناك إلى سابق عهده.
الموقف المصري
4 -من الضروري أن أبدأ بتوضيح ما يمثله قطاع غزة من أهمية للدولة المصرية، وهنا أشير إلى خمس نقاط فقط وهي:
- إن قطاع غزة يدخل ضمن الدائرة المباشرة للأمن القومي المصري حيث يبلغ طول الحدود بين القطاع ومصر حوالي 14 كم، الأمر الذي يعني أن مصر لن تسمح لأي أحد بتهديد أمنها انطلاقاً من القطاع.
- إن حدود الدولة الفلسطينية التي تتبناها مصر اتساقاً مع موقف المجتمع الدولي تتمثل في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، ويجب ألا ننسى أيضاً أن اتفاق أوسلو أكد في أحد بنوده على أن كل من غزة والضفة الغربية يمثلان وحدة جغرافية وسياسية واحدة.
- إن مصر ترفض تماماً أن تكون هناك أي استقلالية من أي نوع لقطاع غزة، ومن ثم تحركت لتحقيق المصالحة الفلسطينية منذ عام 2008م، ونجحت في التوصل لاتفاق شامل لإنهاء الانقسام في مايو 2011م، إلا أنه للأسف لم يتم تنفيذ هذا الاتفاق حتى الآن في ظل عدم توافر الإرادة السياسية المطلوبة.
- إن مصر عانت كثيراً من الأوضاع الأمنية المتدهورة في شمال سيناء التي كانت مرتعاً للإرهاب ونجحت في تحقيق الأمن وإغلاق الأنفاق في هذه المنطقة، وبالتالي لن تسمح بعودة الإرهاب أو تدهور الوضع الأمني في سيناء مرة أخرى ومهما كان الأمر.
- إن معبر رفح البري الذي يعد المنفذ الرئيسي لخروج آلاف الفلسطينيين من غزة يقع على الأراضي المصرية، وهناك تعليمات من القيادة السياسية بفتح المعبر بصفة دائمة بل وإدخال مساعدات إلى غزة من خلاله في الأوضاع العادية والاستثنائية.
5 - لم تكن مصر بعيدة عن هذه التطورات حيث تحركت منذ اليوم الأول لاحتواء التصعيد المتواصل حيث تم التحرك المصري بشكل تدريجي حتى يكون فاعلاً، ومع تزايد العمليات الإسرائيلية وبدء تطبيق سياسة العقاب الجماعي على السكان من قطع الكهرباء والمياه ونقص الإمدادات الغذائية وقصف إسرائيل معبر رفح الفلسطيني، كثفت القيادة السياسية تحركاتها الإقليمية والدولية بهدف إدخال المساعدات من أجل إنقاذ السكان من كارثة إنسانية مروعة، وتوالت الاتصالات التي تمت بين الرئيس المصري والقادة والزعماء في العالم كان من بينها اتصال هام تم مع وولى العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان وكان هناك توافقاً في الرؤى بين الزعيمين حول ضرورة وقف إطلاق النار وعدم استهداف المدنيين وإدخال المساعدات .
6 –حرصت مصر على إعلان أن محددات التحرك المصري تجاه الأحداث من البداية، وسوف أقف عند أهم ثلاث رسائل أكد عليها سيادته وهي كما يلي:
- ضرورة الانتباه إلى خطورة المحاولات الجارية والهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
- وجوب إخراج المدنيين من دائرة الانتقام وتجنب سياسة العقاب الجماعي والحصار والتهجير.
- أن خيارات مصر الاستراتيجية ورغبتها في السلام تحتم عليها عدم التخلي عن الشعب الفلسطيني.
7 -وفى هذا المجال لابد أن أشير إلى أن هذه التصريحات تضمنت الرؤية الحقيقية لموقف مصر من القضية الفلسطينية ذلك الموقف الذي لم ولن يتغير ولاسيما عدم تخلى مصر عن الفلسطينيين، وهو ما يعني أن القضية الفلسطينية تمثل أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية حيث أن الهدف النهائي الذي تسعى إليه مصر هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، ومن ثم جاء النداء القوي الذي وجهه الرئيس السيسي للأطراف كلها محذراً من محاولات تصفية القضية.
8-ومن ثم فإن مصر رأت في هذه الأحداث التي تتصاعد حدتها تحولاً خطيراً في مسار القضية الفلسطينية، وتؤدى إلى وقوع قطاع غزة في براثن العقاب الجماعي بكافة جوانبه، الأمر الذي يزيد من معاناة سكان القطاع الذي يقترب عددهم من إثنين ونصف مليون نسمة يعيشون أساساً في ظروف صعبة وبما قد يؤدى إلى نزوح الآلاف منهم في اتجاه شمال سيناء الأمر الذي نرفضه في ضوء ما يلي:
- مصر تقف بقوة في مواجهة أية سياسات تهجير تفرضها إسرائيل على السكان الفلسطينيين سواء في القدس الشرقية (حي الشيخ جراح) أو في قطاع غزة.
- مصر لم تتأخر يوماً عن دعم الجانب الإنساني لسكان غزة ولاسيما فتح مستشفياتها لتقديم العلاج اللازم للمصابين والمرضى في إطار الاتفاق مع المؤسسات الفلسطينية المعنية.
10 - ومن ناحية أخرى فقد سارعت مصر إلى الدعوة لعقد قمة سلام في القاهرة لبحث هذه التطورات وكذا مستقبل القضية الفلسطينية حيث تم عقد هذه القمة في 21 أكتوبر بحضور 34 دولة من بينها المملكة العربية السعودية، ولعل أهم ما يمكن الإشارة إليه في هذا المجال أن مصر أ كدت رفضها القاطع لموضوع تهجير سكان القطاع إلى سيناء أو تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر، كما طرح الرئيس المصري خريطة طريق من ثلاث نقاط للتعامل مع هذه الأزمة، أولها إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والثانية التوصل إلى التهدئة، والنقطة الثالثة استئناف المفاوضات السياسية من أجل التوصل إلى تنفيذ مبدأ حل الدولتين، ونشير في هذا المجال إلى أن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بدأ بالتزامن مع عقد مؤتمر القاهرة .
تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء
11 –لا يمكن لأي متابع للملف الفلسطيني / الإسرائيلي أن يتجاهل المشروع الإسرائيلي المطروح من أكثر من عشرين عاماً بشأن مسألة تبادل الأراضي بين مصر وقطاع غزة وإسرائيل (مشروع جيئورا أيلاند) وقد وضح هذا الأمر بشكل جلى خلال العمليات العسكرية الحالية بين إسرائيل والقطاع، حيث ترددت تصريحات إسرائيلية رسمية وغير رسمية بشأن ضرورة استيعاب مصر آلاف الفلسطينيين من سكان غزة وتسكينهم في سيناء مع التلويح بإمكانية عودتهم بعدما تهدأ الأوضاع في القطاع.
12 –ولا شك أن موضوع إمكانية نزوح سكان القطاع إلى مصر بدأ يأخذ خطوات أكثر خطورة نتيجة عنف العمليات الإسرائيلية والقصف المكثف ولاسيما في شمال غزة وبما أدى إلى تهجير مئات الألاف من سكان هذه المنطقة إلى وسط وجنوب القطاع بالإضافة إلى قطع إمدادات الكهرباء والوقود والماء ونقص الغذاء والدواء الأمر الذي يمكن أن يدفع السكان إلى النزوح إلى سيناء هرباً من الموت والجوع.
13 - ولاشك أن مسألة التهجير تحمل في طياتها خطورة كبيرة على الأمن القومي المصري وعلى مستقبل القضية الفلسطينية، الأمر الذى دفع القيادة السياسية المصرية إلى التأكيد على أن هذا الأمر يعد خطاً أحمر لن تسمح مصر لأحد بتجاوزه، مع التحرك المكثف في نفس الوقت من أجل إدخال أكبر قدر من المساعدات إلى غزة من خلال معبر رفح حتى يمكن إنقاذ السكان من كارثة إنسانية، وبالتالي فإن توفير الاحتياجات الأساسية للمعيشة سوف يقضي إلى حد كبير على مبرر نزوح السكان وتركهم أراضيهم التي من الواضح حتى الآن أنهم حريصون على عدم مغادرتها، وفى رأيي أن البعد الخاص بالتمسك بالأرض يمثل أيضاً أحد الأبعاد الهامة التي تقف حائلاً أمام عملية النزوح إلى سيناء .
الموقف الدولي
14-يمكن القول إن الموقف الأمريكي يعد أحد أهم المواقف الدولية التي يجب الإشارة إليها في هذا الصدد، حيث حرصت الإدارة الأمريكية منذ بدء العمليات على التحرك المكثف على عدة مستويات كما يلي:
- تكثيف الاتصالات بين الرئيس الأمريكي "جو بايدن" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" وصلت إلى أكثر من خمسة اتصالات أكد خلالها الرئيس الأمريكي التأييد الكامل لإسرائيل في عملياتها ضد حركة حماس.
- تحريك حاملتي طائرات أمريكية إلى المنطقة من أجل تأكيد جدية الإدارة الأمريكية في دعم إسرائيل ومواجهة أية محاولات لتوسيع دائرة الصراع ولاسيما من جانب إيران ووكلائها في المنطقة.
- تقديم كافة أنواع الدعم العسكري الذي تطلبه إسرائيل وخاصة احتياجاتها المرتبطة بهذه العمليات، بالإضافة إلى التوصية بتقديم حوالي 10 مليارات دولار كمساعدات لإسرائيل.
- قيام الرئيس "بايدن" بزيارة خاصة لإسرائيل دعماً لموقفها في الحرب على غزة وقيامه بعقد العديد من الاجتماعات مع قياداتها السياسية والعسكرية.
- دعم التوجهات الإسرائيلية لتنفيذ العملية البرية في غزة بشرطين أساسيين الأول ألا يتم إعادة احتلال القطاع والثاني مراعاة قواعد القانون الدولي خلال هذه العمليات.
- الضغط النسبي على إسرائيل من أجل القبول بدخول المساعدات الإنسانية من معبر رفح حتى يتم إنقاذ السكان الفلسطينيين في غزة من كارثة إنسانية بدأت معالمها في الظهور وخاصة في القطاع الصحي.
- استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن في مواجهة أية مشروعات من شأنها إدانة إسرائيل أو المطالبة بوقف إطلاق النار.
15 -ومن ناحية أخرى فقد جاء الموقف الأوروبي (ألمانيا – فرنسا – بريطانيا – الاتحاد الأوروبي- ..... ) متمشيًا بشكل كبير مع الموقف الأمريكي حيث كان هناك تأييداً واضحاً من جانب هذه الدول للموقف الإسرائيلي تماماً وقيام كل من المستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني بزيارة إسرائيل وتقديم كل أنواع الدعم الذي تحتاجه سياسياً وعسكرياً.
16 -وفي نفس الوقت فقد جاء الموقف الروسي والصيني متمشياً مع الموقف العربي بصفة عامة وخاصة فيما يتعلق بضرورة وقف إطلاق النار على الفور وإدانة سياسة العقاب الجماعي الذي يتعرض له السكان الفلسطينيون مع العمل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، كما واجهت التحركات الروسية في مجلس الأمن بموقف أمريكي رافض لأية قرارات مطروحة تدين إسرائيل.
تأثير العمليات على مستقبل القضية الفلسطينية
17 -وفى التقدير أن هذه العمليات سوف تطرح تأثيرات سلبية على مستقبل القضية الفلسطينية وذلك على النحو التالي:
- زيادة حجم العداء الإسرائيلي ـ الفلسطيني في ضوء تزايد حجم الخسائر البشرية والمادية والتدمير غير المسبوق الذي لحق بقطاع غزة، دون أن نتجاهل بالطبع عمليات القتل والاعتقال التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
- زيادة التطرف في أية حكومة إسرائيلية قادمة، والتأكيد على أن عامل الأمن سوف يكون العامل الرئيسي وقد يكون الوحيد في أي تسوية سياسية قد تحدث مستقبلاً.
- أنه حتى في حالة سقوط "نتنياهو" بعد انتهاء هذه العمليات فهناك احتمالات أن يتول "بيني جانتس" رئاسة الوزراء، مع الأخذ في الاعتبار أن "جانتس" وافق على أن يشارك في حكومة الطوارئ مع ناتنياهو رغم حالة العداء بينهما كما انضم إلى عضوية مجلس الحرب المصغر، بالإضافة إلى أنه سوف يكون مجبراً على أن يتمشى مع الرأي العام الإسرائيلي المؤيد للعمليات الانتقامية ضد الفلسطينيين بما في ذلك العملية البرية.
- إن الدعم الأمريكي لإسرائيل سوف يستمر لفترة طويلة قادمة خاصة وأن إسرائيل نجحت في تسويق ما حدث من حماس بأنه تعريض وجودها للخطر سواء من جانب حماس أو إيران، وهو ما يتطلب بالضرورة أن تراعي واشنطن كافة المطالب الإسرائيلية في أية تسوية قادمة.
السيناريوهات المتوقعة
18 – هناك سيناريوهان رئيسيان يمكن الإشارة إليهما:
السيناريو الأول (مرجح الحدوث)
** استمرار العمليات العسكرية المكثفة والعنيفة ضد قطاع غزة لفترة تحدد إسرائيل وحدها أمدها.
** العمل على اغتيال أكبر عدد ممكن من قيادات حماس والجهاد الإسلامي سواء في غزة أو الضفة الغربية أو حتى في الخارج وبما يمكن أن يعوض جزئياً فشل المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية من جراء عملية حماس.
** التمهيد التدريجي لتنفيذ العملية البرية – الضرورية -ضد قطاع غزة، مع اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها تأمين القوات العسكرية الإسرائيلية خلال تمركزها في القطاع.
** إمكانية احتواء بعض الخسائر التي يمكن أن تتعرض لها القوات الإسرائيلية الموجودة في القطاع والتي سوف تكون عرضة لإطلاق الصواريخ من جانب حركة حماس التي ترى أن هذه العملية بالنسبة لها مسألة حياة أو موت.
** تركيز العملية البرية على تدمير البنية العسكرية لحركة حماس وبما يؤدى إلى القضاء على سلطة حماس وسيطرتها على قطاع غزة التي بدأت منذ منتصف عام 2007م، وحتى الآن.
** العمل على إقامة نظام محدد في قطاع غزة في مرحلة ما بعد سقوط حركة حماس على أن يحقق هذا النظام المقترح والجديد أكبر قدر من الأمن لإسرائيل سواء كان هذا النظام سياسياً أو أمنياً.
السيناريو الثاني (غير مرجح)
** استمرار القصف الإسرائيلي للقطاع دون أن يصل الأمر إلى تنفيذ العملية البرية في ضوء ممارسة الرأي العام العربي والإقليمي والدولي الضغوط المناسبة على إسرائيل لوقف إطلاق النار وإنهاء العمليات العسكرية (عدم اكتراث إسرائيل بالمظاهرات والاحتجاجات في معظم دول العالم على عملياتها ضد غزة).
** قيام حماس بإطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى المدنيين الذين بحوزتها وخاصة من حملة الجنسيات الأجنبية وبعض الإسرائيليين وبما يحول دون قيام إسرائيل بتنفيذ العملية البرية.
** توسيع إطار الصراع في المنطقة ودخول إيران ووكلاؤها ساحة المعركة العسكرية وبما يؤدى إلى خلط الأوراق ويحول بالتالي دون التركيز الإسرائيلي على قطاع غزة.
الخلاصة
19 – وفى ضوء ما سبق فلا شك أن العملية التي قامت بها حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023م، وما ترتب عليها من تداعيات ولاسيما العنف غير المسبوق في رد الفعل الإسرائيلي الذي يتصاعد يوماً بعد يوم، يعتبر علامة فارقة في تاريخ الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث ستقوم إسرائيل باستخدام كافة الوسائل للقضاء على حركة حماس ثم تنطلق من هذا الوضع إلى وضع جديد يتمثل في تأمين حدودها الجنوبية وألا تكون غزة منطلقاً لتهديدها مرة أخرى، وفى كل الأحوال علينا أن نترقب مزيداً من التطورات والتأثيرات في منطقة الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة ارتباطًا بهذه الحرب التي زادت من تعقيد المشهد والوضع في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة أساساً بالتوترات .