array(1) { [0]=> object(stdClass)#13440 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 125

أزمة كورية الشمالية وأمريكا: هل تتعايش واشنطن مع القنبلة النووية الكورية؟

الخميس، 30 تشرين2/نوفمبر 2017

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن " في كوريا الشمالية مستعدون لأكل العشب قبل تنازلهم عن قدرتهم النووية"، فالمسألة النووية في كوريا الشمالية تعتبر كرامة وطنية، وتجد اجماعا وطنيا. ويهدد الرئيس الأمريكي ترامب كوريا الشمالية في حالة استمرار تجاربها الصاروخية بتدميرها تدميرا شاملا، وفي خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وصف ترامب الرئيس الكوري الشمالي " برجل الصواريخ " ورد وزير الخارجية الكوري الشمالي، بأن القافلة تسير والكلاب تنبح، وفي الوقت الذي يهدد ترامب بالتصعيد، فإن روسيا الاتحادية والصين تدعو كل منهما بالحوار السياسي، وحتى وزير الدفاع الأمريكي وكذلك وزير الخارجية الأمريكي يرى كل منهما أن الحوار السياسي هو الأمثل في ظل استحالة الحل العسكري في الوقت الذي تهدد كوريا الشمالية بتفجير قنبلة هيدروجينية في المحيط الهادي وأن صواريخها العابرة القارات تصل الاراضي الأمريكية.

والسؤال في ظل هذه الاوضاع السياسية هل تتعايش واشنطن مع كوريا الشمالية النووية كما تعايشت مع الهند والصين وغيرها من القوى النووية، وهل تمتد تجربة كوريا الشمالية إلى أيران في ظل تهديد ترامب بالانسحاب من اتفاقية البرنامج النووي الإيراني وتدخل دول شرق آسيا في سباق نووي؟

                          البعد التاريخي 1950-1953: الحرب بالوكالة

إن العلاقة الأمريكية لها بعدها التاريخي منذ الأزمة الكورية 1950-1953م، عندما تدخلت الولايات الأمريكية في شبه القارة الكورية مع بداية الحرب الباردة، فالولايات المتحدة أقامت قواعد عسكرية في اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، كما امتد نفوذها العسكري في شبه القارة الكورية، وهي ذات أهمية جيوبولتيكية لكل من الصين والاتحاد السوفيتي آنذاك ولروسيا الاتحادية الآن. فالولايات المتحدة قامت باحتواء الاتحاد السوفيتي غربا باقامة حلف الناتو عام 1949م، واحلاف عسكرية وقواعد في جنوب غرب آسيا وجنوب شرقها، وأرادت الاحتواء في شرق آسيا بالقواعد العسكرية في اليابان وشبه القارة الكورية، وهذ اقلق السوفييت والصين الشعبية الناشئة وعلاقاتها آنذاك قوية مع الاتحاد السوفيتي وهما المعسكر الشيوعي، ولذلك اتفقت الصين مع الاتحاد السوفيتي في مواجهة الوجود الأمريكي في شبه القارة الكورية.

كانت الولايات تخشى أن يصل المد الشيوعي لليايان في ظل سيطرة ماو تسي تونغ على الصين واصبحت دولة شيوعية 1949م، وكانت إدارة الرئيس ترومان تحاول صد المد الشيوعي وفقا للتقرير الاستراتيجي الأمريكي ( NSC-68 ) الذي دعا بول نتزه فيه إلى التخلي عن سياسة الاحتواء التي طرحها جورج كنن، ولذلك رغم أن الخوف على مصير اليابان كان مهما إلا أن واشنطن أخذت في مواجهة المد الشيوعي في شرق آسيا، وقد رأى ترومان في دعم كوريا الجنوبية سبيلا لدور الولايات الأمريكية في مواجهة الشيوعية وزعامة واشنطن للعالم، وبما أن الولايات المتحدة دولة نووية وكذلك الاتحاد السوفيتي لذلك كان الصراع  بالوكالة في شرق آسيا .

    كان الزعيم الكوري الشمالي، كيم إل سونغ، قد أقنع ستالين وكذلك ماوتسي بأن بلاده يمكنها الانتصار على كوريا الجنوبية، واستغلت كوريا الشمالية تهديد الزعيم الكوري الجنوبي أي سنغ مان لها ـ فشنت كوريا الشمالية هجوما كاسحا على كوريا الجنوبية وندخلت الولايات المتحدة لصد الهجوم الشمالي، واجتاحت القوات الأمريكية خط العرض 38، وهو الخط الفاصل بين الكوريتين، وكان التقدير الأمريكي بأن الصين الشعبية الحديثة العهد بقيادة ماوتسي تونغ لن تتدخل عسكريا، وكانت توقعات خاطئة فقد دفعت الصين بآلاف الجنود الصيني في حرب عصابات فاجأت القائد الأمريكي دوغلاس ماك ارثر مما دفع القيادة الأمريكية للتراجع بعد خط عرض 38 وهو الخط الحدودي بين الكوريتين، وكان التدخل الأمريكي تحت مظلة الامم المتحدة، وعقدت هدنة بين الطرفين، فالولايات المتحدة كانت تريد استسلام كوريا الشمالية ولذلك رفضت واشنطن عقد معاهدة سلام مع كوريا الشمالية، وكأنهما في حالة حرب لأنه لا توجد معاهدة سلام.

ولذا يمكن فهم تعقيد الموقف من كوريا الشمالية، أن لها حلفاء منذ بداية الحرب الباردة، حليف أيديولوجي، الصين الشعبية وكذلك الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا الاتحادية حاليا، بينما نجد أن الولايات المتحدة حليفا لكوريا الجنوبية واليابان وتتمركز فيهما القوات الأمريكية ولذلك نجد أن الموقف الروسي والصيني يجعل العمل العسكري ضد كوريا الشمالية مستحيلا.    

                                   البرنامج النووي الكوري الشمالي

ترجع جذور امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي إلى فترة الخمسينيات من القرن العشرين حيث قام الاتحاد السوفيتي في عام 1956م، في تدريب واعداد الخبراء والعلماء الكوريين بالمعرفة النووية، وأخذت كوريا الشمالية في تخصيب البلوتونيوم منذ عام 1980م، وانضمت كوريا الشمالية إلى معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية (NPT ) في عام 1985م، إلا  أنها انسحبت منها في عام 1993م، وفي عهد ادارة الرئيس كلنتون حدثت مفاوضات مع كوريا الشمالية حول مفاعلها النووي، وتم توقيع اتفاق مبادئ بين واشنطن وبيونغ يانغ، ادى إلى تجميد برنامج تخصيب البلوتونيوم، مقابل تزويد كوريا الشمالية بالبترول الخام ( 500000 طن سنويا) والتعاون الاقتصادي واربعة مليار دولار كمساعدات في بناء مفاعل نووي لتوفير الطاقة للاغراض السلمية، ولكن الكونغرس الامريكي تحت سيطرة الجمهوريين لم يف بهذا الاتفاق، ومع عام 1998م، قامت بيونغ يانغ بتطوير برنامجها النووي بمساعدة باكستان والاستفادة من خبرة العالم الباكستاني عبد الققدير خان، ومع مجيء إدارة بوش زاد  التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وأخذ منحى آخر بسبب عدم الثقة بين الطرفين،  والغيت اتفاقية المبادئ عام 2003م، خاصة أن إدارة بوش التي هيمن عليها تيار المحافظين الجدد اتهمت بيونغ يانغ بعدم الالتزام بتجميد التخصيب وأنها تطور تقنيتها النووية سرا في الوقت الذي تتهم ايضا كوريا الشمالية أن الولايات المتحدة لم تف باتفاق المبادئ .

أعلن الرئيس جورج بوش في خطاب الاتحاد في 29 يناير 2002م، بأن كوريا الشمالية تشكل (محور الشر) مع إيران والعراق، وأنها تهدد السلام والأمن العالمي، مما زاد من حدة الخطاب الاعلامي بين البلدين. ولكن في الوقت التي صعدت إدارة بوش، فقد زار رئيس الوزراء الياباني بيونغ يانغ اضافة للمفاوضات السياسية بين كوريا الشمالية والجنوبية، لأن سيؤل وطوكيو تريان أن التوتر مع كوريا الشمالية سيؤدي لعدم الاستقرار في شرق آسيا.

وأثر تدخل كل من الصين وروسيا الاتحادية فقد عادت كوريا الشمالية إلى المفاوضات عام 2005م، مع عرف آنذاك مع مجموعة الستة (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، اليابان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية)، وتم الاتفاق على تجميد بيونغ يانغ لمشروعها النووي مقابل المساعدات الغذائية ورفعت الولايات المتحدة كوريا الشمالية من قائمة الدول التي تدعم الارهاب.

تبنت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ما أطلق عليه " استراتيجية الصبر) Strategic Patience، أي النفس الطويل على أمل أن تفعل العقوبات والتجسس مفعولها في إجبار كوريا الشمالية إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولكن كوريا تحت إدارة الزعيم الشاب كيم يونغ ين، الذي ثبت أركان حكمه، فقام بتسريع امتلاك بلاده للسلاح النووي والصواريخ العابرة للقارات ICBM.

                       التجارب النووية لكوريا الشمالية

أعلنت كوريا الشمالية أول تجربة نووية لها في التاسع من أكتوبر 2006م، وأن التجربة تمت بنجاح، مما أثار حفيظة الإدارة الأمريكية، وصدر قرار مجلس الأمن الدولي 1718 في 14 يناير 2006م، وكان القرار يعني فرض العقوبات على كوريا الشمالية، ولكن الصين وروسيا الاحادية رفضتا العقوبات عليها. ورغم العقوبات فقد عقدت محادثات مباشرة بين الادارة الأمريكية وكوريا الشمالية في برلين في 16 يناير 2007م‘ ولكن لم يصل الطرفان إلى تسوية الخلافات بينهما حول البرنامج النووي الكوري، وقامت كوريا بتطوير الصواريخ البالستية المتوسط والبعيدة منذ عام 1993م، وقامت بتصديرها لبعض البلدان مثل إيران وسوريا، بل تعاونت في مجال تكنولوجيا الصواريخ والتقنية النووية مع بعض الدول الآسيوية كباكستان مثلا ومع جيرانها خاصة بأن البرنامج النووي الكوري بدأ في الحرب الباردة بدعم الاتحاد السوفيتي، كما أن الصين تتمتع بعلاقات وطيدة عقديا واقتصاديا مع بكين .

وتعددت التجارب النووية الكورية ففي السادس من يناير 2016م، أجرت التجربة النووية الرابعة، وفي التاسع من سبتمبر من نفس العام أجرت التجربة النووية الخامسة، وفي الثالث من سبتمبر 2017م، اجرت تجربتها النووية السادسة، وقبل ذلك في الرابع من يوليو اطلقت تجربة صواريخ عابرة للقارات واتبعتها بأخرى في الثامن والعشرين من نفس الشهر مما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يهدد ويتوعد بتدمير كوريا الشمالية، وفي تصعيد تهديدات ترامب أطلقت كوريا الشمالية صواريخ بالستية فوق اليابان مهددة واشنطن بالتصعيد واجراء تجربة هيدروجينية في المحيط الهادئ وأن الاراضي الأمريكية تقع في مرمى الصواريخ العابرة القارات الكورية. وحيث يصعد ترامب، فإن كل من الصين وروسيا الاتحادية تنادى كل منهما بالحوار السياسي ويتردد أن هناك قنوات سرية بين واشنطن وبيونغ يانغ رغم تهديد ترامب فجيران كوريا الشمالية ضد التصعيد العسكري.

                          الصين وترويض الرئيس ترامب

     ورغم تهديد ترامب بتدمير كوريا الشمالية إذا استمرت في تجاريها، فإن الصين حذرت ترامب من أي عمل عسكري ضد جارتها كوريا الشمالية، كما أن بكين حشدت بعض قواتها العسكرية على جارتها، على اعتبار أمن كوريا الشمالية عاملا مهما للامن القومي الصيني، وتريد بكين شبه القارة الكورية مستقرة سياسيا، ولن تسمح بمهاجمة جارتها عسكريا. وتعتمد كوريا الشمالية على الصين في تجارتها الخارجية حيث أن 80-85% من تجارتها الخارجية مع الصين. ومن الناحية الاستراتجية تعتبر كوريا الشمالية حاجزا عن الوجود الامريكي في كوريا الجنوبية واليابان حيث القواعد العسكرية الامريكية وهناك حوالي 28000 جندي أمريكي في  هذه القواعد العسكرية .

إن الصين تخشى من توحيد الكوريتين والوجود الامريكي فيها، ولذلك تدعم كوريا الشمالية الحليف التاريخي منذ الحرب الباردة، وبسبب النفوذ الصيني في كوريا الشمالية تضغط إدارة ترامب على الصين لتضغط هي بدورها على كوريا الشمالية للدخول لقوقف برنامجها النووي وتجاربها، ولكن كوريا الشمالية تريد مفاوضات مباشرة مع واشنطن والحصول على تاكيد منها على عدم تهديد نظام كيم يونغ ين، والحصول مساعدات اقتصادية لها والغاء المناورات العسكرية الامريكية في كوريا الجنوبية.

    ورغم أن الصين وافقت على العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي واخرها القرار 2371، إلا أن تنفيذ العقوبات من قبل الصين شيء آخر لأن الصين لن تسمح بتغيير النظام أو الهجوم العسكري بيونغ يانغ.

روسيا: الحل الدبلوماسي الطريق الوحيد

إن الاتحاد السوفيتي السابق، ساهم منذ الخمسينيات في تأهيل وتدريب العلماء الكوريين بالمجال النووي، ووحتى روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي تعتبر كوريا الشمالية حليفا لها، وساهم في السابق بالمفاوضات (مجموعة الستة) لحل الخلافات بين بيونغيانغ وواشنطن، ومع تصعيد ترامب تهديد الخيار العسكري، نجد أن بوتن يصرح أن هذا الخيار لن يؤدي ‘لى حل الأزمة بل يعقدها، ومثل الصين يدعو إلى الحل الدبلوماسي، وقال بوتن " على جميع الاطراف ترك التصريحات الاعلامية والجلوس وجها لوجه على طاولة المفاوضات "؟ بل ذهب إلى القول إن مزيدا من العقوبات لن تحل الأزمة؟ وحقيقة أن روسيا لديها أوراق ضغط على كوريا الشمالية، فهناك حوالي 40 ألف عامل من كوريا الشمالية في روسيا الاتحادية، ولكن روسيا تفضل الحل الدبلومسي وليس تصعيد ترامب أو عقوبات مجلس الامن رغم موافقة روسيا عليها إلا أن التنفيذ يبقى محل تساؤل؟

وحقيقة أن موقف كل من الصين وروسيا الاتحادية يحمي كوريا الشمالية من أي تصعيد عسكري، وفي ظل ما طرحه الرئيس أوباما بتوجه واشنطن نحو آسيا والمحيط الهادي، يبقى أن كوريا الشمالية تخدم الامن القومي الصيني وكذلك الروسي في مواجهة التحالف الثلاثي اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وهنك محور مقابل الصين وروسيا الاتحادية وكوريا الشمالية لتحقيق التوازن الاستراتيجي في شرق آسيا، فتبقى كوريا الشمالية ورقة ضغط سياسي ضد محور واشنطن وحلفائها في شرق آسيا، وموقف  الصين وروسيا، بلا شك ، حمى كوريا الشمالية خلال العقود الماضية من أي تهديد عسكري أمريكي؟ لانهما لا يمكن قبول أن تسيطر واشنطن على شبه القارة الكورية واليابان لأن ذلك يعتبر تهديدا للأمن القومي للصين وروسيا؟

 

                           ضبابية الموقف الأمريكي : ترامب والدولة العميقة

إن معضلة السياسة الخارجية الأمريكية عدم خبرة الرئيس ترامب السياسية، فهو رجل أعمال وتاجر عقارات، وهو دخيل على النخب السياسية في واشنطن، ويعقد الامر تصريحاته المتناقضة والخطيرة، مما أدى إلى انقسام في السياسة الخارجية، الرئيس ترامب يهدد بضربة عسكرية استباقية والمؤسسات الامريكية: وزارة الخارجية، وزارة الدفاع والمخابرات الأمريكية CIA مع الحل الدبلوماسي، الدبلوماسية القسرية أو ما يسمى دبلوماسية القوارب المسلحة التهدد لتحقيق الهدف ولن ليس الحرب. ويقول الأكاديمي الأمريكي مايكل مكافول الذي كان سفيرا لواشنطن في موسكو 2012-2014م، إن الخطورة الانقسام بين صانعي السياسية الخارجية وعدم تحديد الأهداف السياسية بدقة في الأزمة، فالانقسام بين الدبلوماسية والعمل العسكري، ولكن أيضا الأهداف مختلفة من مسئول لأخر، كما الحال في التخبط في إدارة ترامب والاستقالات المتتابعة في إدارته. إن ترامب يدعو إلى منع كوريا من امتلاك السلاح النووي Denuclearization، وهناك فريق  في الادارة  يرى تغيير النظام السياسي وتوحيد الكوريتين Reunification، وفريق ثالث يرى تدمير البرنامج النووي الكورية بضربة عسكرية Military Strike، وفريق رابع يدفع باسقاط الرئيس كيم يونغ ين م وفريق خامس يؤيد المفاوضات والاتصال المباشر مع الحكومة الكورية الشمالية، ونجد أن إدارة ترامب ترسل رسائل سياسية متضاربة حول أهدافها السياسية، بل تصريحات ترامب مناقضة للخارجية الأمريكية، ففي الوقت الذي يصرح وزير الخارجية ريكس تيلرسون إن الخارجية الأمريكية على اتصال مباشر مع الحكومة الكورية الشمالية حول برنامجها النووي وصواريخها البالستية، نجد أن ترامب يصرح بأن الحديث مع الزعيم الكوري كيم يونغ ين مضيعة للوقت، هذه الرسائل المتناقضة تعزز من عدم ثقة النظام السياسي في كوريا الشمالية من  ترامب وادارته .

وحيث أن ترامب يهدد بالانسحاب من الاتفاقية التي أبرمتها مجموعة 5+1 مع إيران حول مفاعلها النووي، فهذا يعطي كوريا الشمالية انطباعا بأن الادارة الأمريكية، إدارة ترامب لا يوثق بها أو بتعهداتها للدخول معها في مفاوضات. ويحتاج الأمر إلى مصداقية الادارة الأمريكية وتحديد هدفها والتعاون مع الصين وروسيا والوصول لاجماع في مجلس الأمن الدولي  بقرار يكون يكون مقبولا لكافة الاطراف الستة، ولكن في ظل تناقض المصالح بين هذه الاطراف ونخبط ادارة ترامب وتصميم كوريا الشمالية على برنامجها النووي، فليس مستبعدا  أن تعلن كوريا الشمالية تجربتها القنبلة الهيدروجنية في أي وقت، وتفرض الأمر الواقع، وعندها على واشنطن أن تتعايش مع القنبلة النووية لكوريا الشمالية،  وعندها تدخل دول شرق آسيا، اليابان وكوريا الجنوبية في سباق التسلح النووي لتحلق بالنادي النووي، لأن معضلة الأمن  Security Dilemma  تدفع إلى التصعيد في امتلاك القنبلة النووية  لتحقيق الردع الاستراتيجي.

مقالات لنفس الكاتب