array(1) { [0]=> object(stdClass)#13440 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 144

مستقبل التنظيمات الإرهابية في المنطقة: إعادة التمركز واتساع نطاق العمليات

الإثنين، 02 كانون1/ديسمبر 2019

لم يعد الإرهاب مجرد ممارسة للعنف بغرض التأثير على صانع القرار السياسي ليتخذ قرار معين أو يمتنع عن قرار آخر داخل الدولة، بل أصبح ممارسة العنف على نطاق واسع عابر للحدود بين الدول يهدف لإسقاط الدولة نفسها، وهدم مؤسساتها، والسيطرة على مواردها هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، ارتبط الإرهاب بالسياسة والمصالح السياسية لقوى خارجية وداخلية اتخذت منه أداة رخيصة الثمن لتحقيق مصالحها ضد خصومها. كما أصبحت الجماعات الإرهابية تمتلك قدرات متطورة ومتقدمة تكنولوجيا وتوظفها في كافة مراحل العمل الإرهابي منذ تجنيد الأعضاء والتخطيط للهجمات الإرهابية وتمويلها ثم تنفيذها. وتعد هذه العوامل سببًا لإكساب الإرهاب الطابع الديناميكي، وهو ما ينبئ باستمراره وإن اختلفت أسماء ونقاط تمركز التنظيمات الإرهابية الموجودة حاليًا.

حالة الإرهاب في المنطقة العربية والشرق الأوسط:

إن رصد حالة الإرهاب في المنطقة خلال السنوات الثمانية الأخيرة يظهر العديد من النتائج، أهمها:

  1. يعد تنظيمي القاعدة وداعش أكبر التنظيمات الإرهابية حجمًا وأوسعها نشاطًا على المستوى الإقليمي بفروعهما المختلفة، وهما يمثلان حوالي 66% من إجمالي التنظيمات الإرهابية المنتشرة في العالم تقريبًا، وفقًا لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية الصادر في الأول من نوفمبر 2019م، حيث يرصد التقرير وجود 67 تنظيمًا إرهابيًا في العالم، وإن كانت بعض التقارير العالمية الأخرى تقدر عدد هذه التنظيمات بحوالي مائة تنظيم.
  2. لا يوجد اختلاف جذري بين القاعدة وداعش، فكل منهما يتبع النهج التكفيري القائم على العنف والذي يعتمد على إقامة دولة الخلافة، وربما الاختلاف الأساسي يكمن في أولويات العمل الإرهابي هل يتم توجيهه للعدو البعيد (القاعدة) أم للعدو القريب (داعش)، كما يظهر الفارق أيضًا في تكتيكات تنفيذ العمليات الإرهابية ومبدأ السيطرة على الأرض الذي تميزت به داعش لفترة. ولذلك فإنه بعد هزيمة مشروع داعش في العراق وسوريا وانحسار وجوده، عاد ظهور القاعدة في سوريا التي كانت موجودة أصلا باسم "جبهة النصرة" لتصبح "هيأة فتح الشام"، وقد تسرب لها أعداد من عناصر داعش ليزيد اعدادها حوالي 30% عما كان قبل سقوط خلافة داعش.
  3. وفقًا للتقديرات الدولية المختلفة ينضم لهذه التنظيمات حوالي 230 ألف تكفيري، بزيادة 270% عام 2018م، مقارنة بعام 2001م، الذي شهد أكبر العمليات الإرهابية. أكثر المناطق التي ينتمي لها هؤلاء التكفيريين، الشرق الأوسط (26% تقريبًا) وشمال إفريقيا ووسط آسيا، فعلى سبيل المثال: عدد التكفيريين في سوريا يتراوح بين(43650-75550)، وفي العراق (10000-15000) تكفيري، أما أفغانستان (27000-64000) تكفيري، وفي نيجيريا (3450-6900) تكفيري.

اتسع نطاق العمليات ليكون عابر للحدود سواء في استهداف أماكن ليس لها علاقة بأماكن تمركز التنظيم، أو في كثافة العمليات التي شهدتها بعض الأقاليم خاصة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، فعلى سبيل المثال قام تنظيم داعش خلال الفترة (2014-2017) بحوالي 15.100، وخلال النصف الأول من عام 2019م، أعلن التنظيم عن قيامه بحوالي 1800 هجوم إرهابي، وإن كانت الاحصائيات الأخرى تشير إلى عدد منخفض عن ذلك يتراوح من 130 إلى 180 عملية فقط. بينما تنظيم القاعدة قد أجرى حوالي 4385 عملية خلال نفس الفترة (2014-2017م)، لكن عملياته انخفضت إلى حوالي 24 عمليةعام 2018 و20 عملية فقط خلال النصف الأول من 2019م.

  1. أدت هزيمة داعش في العراق وسوريا إلى أمرين أساسيين: الأمر الأول: اتجاه داعش لإعادة التمركز داخل المناطق التي بها سيولة ففي العراق شرع التنظيم في الانتقال إلى الصحراء لإطلاق عملياته في مرحلة ما بعد سقوط الخلافة، ومع بداية عام 2018م، كانت مناطق عملياته الرئيسية هي المناطق الصحراوية، وفي سوريا وفرت له العملية التركية الأخيرة في شمال سوريا فرصة كبيرة لإعادة التموضع في بعض المناطق، أو تسلل عناصره إلى أوروبا أو غيرها من المسارات التي يتبعها التنظيم.

أما الأمر الثاني: فهو امتداد داعش لأماكن أخرى وافتتاح ولايات جديدة له في بعض المناطق التي تتميز بضعف السيطرة الأمنية، ولذلك اتجه إلى آسيا في أفغانستان (ولاية خراسان) وبعض الدول المجاورة لها، كما أعلن عن ولايتي باكستان والهند، وبصفة عامة تزايدت أعداد الإرهابيين في جنوب شرق آسيا وحدها 30% عام 2018م، عن عام 2017م. وكذلك زادت العمليات الإرهابية التي قام بها داعش في آسيا فعلى سبيل المثال فقد زادت العمليات الإرهابية في إندونيسيا والهند فقط 20 % بعد تمدد داعش في آسيا عام 2018م، عن عام 2017م.

كما تمدد التنظيم في غرب إفريقيا، خاصة في منطقة الساحل والصحراء في الجيوب الحدودية أيضًا خاصة في بوركينافاسو ومالي والنيجر من خلال فرع داعش في الصحراء الكبرى الذي يتزعمه /عدنان أبو وليد الصحراوي، والذي يحرص على البقاء في المنطقة رغم أن النفوذ الأكبر في هذه المنطقة هي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب والحركات التابعة له، مثل شباب المجاهدين. وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع عدد العمليات الإرهابية في هذه المنطقة من 90 عملية عام 2016م، إلى حوالي 470 عملية عام 2018م، فقد استطاع داعش توسيع عملياته هناك في النصف الأول من سنة 2019م، لتشمل 7 دول بالساحل، وصولاً إلى بحيرة تشاد، وأصبح منفذًا لحوالي 28% من العمليات الإرهابية بالمنطقة.

  1. وفي الوقت الذي تتزايد فيه العمليات الإرهابية في الشرق الأوسط، تتراجع في أوروبا والولايات المتحدة بحوالي 18% بين عامي 2017 و2018م، ويمكن تفسير هذا التراجع جزئيًا بانشغال التنظيمات بالتحديات الداخلية التي تواجهها سواء الهزيمة في المعاقل الرئيسية بالنسبة لداعش، ثم مقتل البغدادي والانشغال بأزمة القيادة الجديدة، كما اتبعت الدول الأوروبية والولايات المتحدة سياسات صارمة في استقبال المهاجرين واللاجئين، كما اتخذت اجراءات متشددة تجاه العائدين من داعش، خوفًا من فرص التهديد التي يمثلونها. لكن في مقابل هذا الانخفاض للعمليات الإرهابية في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، تزايدت جرائم الكراهية، أو ما يعرف باسم "الإرهاب الأبيض"، الناتج عن تفشي الخوف من المسلمين، وربما الخوف من "الإسلام" ذاته وهوما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا.
  2. اتباع الدول الراعية والممولة للإرهاب لطرق أكثر وضوحًا وعلانية في دعمها للتنظيمات الإرهابية بما يحقق مصالحها، سواء في تسليح أو تدريب أو تمويل هذه التنظيمات، بما يؤكد دور التنظيمات الإرهابية في التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية، خاصة مناطق الصراعات في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ويتضح هذا جليًا من دور جماعة الحوثي في اليمن ودورها في معادلة التفاعلات السياسية والاستراتيجية بمنطقة الخليج. ويزيد من خطورة هذه السمة عدم وجود موقف دولي جماعي ضد هذا الوضوح والعلانية في دعم الإرهاب، خاصة إذا ما كانت بعض الدول الكبرى مستفيدة وربما مشاركة في هذه الرعاية والدعم لبعض التنظيمات الإرهابية، فإن مواجهة هذا الأمر تتطلب جهودًا ذاتية للدولة في حماية مصالحها بكافة الطرق.

رؤية استشرافية لمستقبل الإرهاب في المنطقة:

إن ما تواجهه التنظيمات الإرهابية الناشطة في الشرق الأوسط من تحديات سواء على مستوى قياداتها أو أماكن تمركزها أو تماسكها الداخلي، لا يكفي لإنهاء وجودها وإرهابها، بل ربما يغير في انتشارها، أو تكتيكات العمليات الإرهابية التي تقوم بها، أو في أماكن هذه العمليات. ولعل ما يدفع لهذا الاعتقاد هو استمرار توافر البيئة الحاضنة للإرهاب، ممثلة في ضعف مؤسسات الدولة المركزية في عدة دول بالمنطقة، كما تتوثق الصلة بين الإرهابيين وبعض الدول لتوظفهم سياسيًا، بما ينبئ باستمرار تأثيرهم بشكل أو آخر.

وفي هذا السياق هناك عدة خصائص يمكن أن تميز الإرهاب في المنطقة في المرحلة القادمة:

  1. قد يغير داعش في تكتيكات العمليات الإرهابية بما يتناسب مع المستجدات الإقليمية، فقد يعمل على إشاعة الفوضى والتوتر الأمني في المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، بهدف منع السلطات المحلية في الدولتين من تحقيق سيطرة فعلية هناك، للتأكيد أنه لن يترك أرض الخلافة وأنه سيعود إليها. وهذا يرتبط باتباعه نهج الاستنزاف بديلا عن السيطرة الفعلية على الأرض، فبدلا من السيطرة على المدن يعمل على توجيه ضرباتٍ مباغتة لقوات تأمين المدن في المناطق الضعيفة.
  2. غلبة الطابع الانتقامي على العمليات التي يمارسها داعش فقد شنّ التنظيم حملة اغتيالات مركزة تستهدف شخصيات عامة ومؤثرة كالقادة السياسيين، والقبليين، والأمنيين المحليين؛ مستهدفًا التخلص بشكلٍ ممنهج من المتعاونين مع قوات الدولة أو قوات المكافحة الدولية. ومن المرجح أن يسعى التنظيم لشن عمليات متفرقة حتى وإن كانت ضعيفة نسبيًا ضد أهداف أمريكية، انتقامًا لمقتل البغدادي.
  3. من المرجح أن يزداد النشاط الإرهابي لفروع داعش في آسيا وإفريقيا بدرجة أكبر مما سبق، وبدرجة أكبر من نشاط عناصره في المركز (العراق وسوريا)، لإظهار القدرة على الانتشار والفاعلية، واتساقًا مع التحديات التي يواجهها في المرحلة الحالية، فكما هو معروف إذا ضعف التنظيم المركزي قويت الفروع، وواقع الأمر أن داعش ضعف نسبيًا بعد خروجه من معاقله الرئيسية في العراق وسوريا – وليس بمقتل البغدادي- وبالتالي فإنه من المتوقع أن تزداد قوة الفروع المحلية وربما تحت الولاء لداعش؛ حفاظًا على الرمزية أو نقل الولاء للقاعدة إذا كان هو التنظيم الأكثر استقرارًا في المرحلة الحالية.
  4. كما تعد الأماكن التي بها بيئة صراعية سواء لأسباب عرقية أو طائفية تغذي الانقسامات الاجتماعية والسياسية هي الأكثر ملاءمة من الناحية الديموغرافية لتمدد التنظيمات الإرهابية، فعلى سبيل المثال: قُتل يوم 8 أبريل 2019م، ما لا يقل عن 20 شخصًا، في أحدث هجوم قام به رعاة يشتبه في أنهم من الفولاني في قرية أنغوان أكو، بمنطقة كاجورو للحكم المحلي بولاية كادونا. ويعد هذا الحدث الدموي واحدًا من المؤشرات المبرزة للتشابك العضوي بين الصراع العرقي والظاهرة الإرهابية، التي تعيشها دول الساحل وغرب إفريقيا. كما تأتي هذه العملية الإجرامية، لعرقية الفولاني المسلمة ضد قبيلة أدارا المسيحية، في إطار سلسلة من عمليات الاقتتال الديني والعرقي، الذي شهد تزايدًا كبيرًا منذ سنة 2012م، بمنطقة الساحل، وبلغ حسب الأمم المتحدة ذروته سنتي 2016 و2018م، بغرب القارة السمراء خصوصًا مالي ونيجيريا.
  5. قد تنعكس التطورات الإقليمية الجارية على مستقبل التنظيمات الإرهابية فقد يعاد تشكيلها أو تحدث حالة من الانقسامات داخل داعش إما لصالح العودة إلى التنظيم الأم (القاعدة)، خاصة مع غياب الاختلافات الأساسية بين التنظيمين بعد أن تخلى داعش عن استراتيجية السيطرة المباشرة على الأرض واكتفائه بالخلافة الافتراضية حتى لو بصورة مؤقتة. أو لصالح ظهور كيانات جديدة بأسماء مختلفة عن داعش تتبع منهج القاعدة وتكتيك داعش، لتكون كيانات هجينة بين التنظيمين بأهداف أقل اتساعًا من داعش.
  6. من المرجح أن تتجه التنظيمات الإرهابية لمزيد من البراجماتية على حساب الاعتبارات العقائدية، ففي ظل عولمة الإرهاب فقد أسهم كل من تنظيم "القاعدة" و"داعش" في توفير الدعم الأيديولوجي والمادي لتنظيمات إسلامية محلية في إفريقيا أو في آسيا، وعديد من هذه الجماعات المحلية يتسم بالعنف المفرط، مثل "بوكوحرام" و"أبو سياف". وقد استطاعت هذه الجماعات الإرهابية تبني استراتيجيات براجماتية أكثر قدرة على البقاء من خلال الانخراط في شبكات الجريمة المنظمة، واستغلال الروابط مع السكان المحليين عبر علاقات النسب والتجارة تارة وعبر التهديد والقمع تارة أخرى، ولقد استفادت هذه التنظيمات الإرهابية يقينًا من غياب الدولة، وضعف نظم المراقبة على الحدود، بالإضافة إلى تنامي مشاعر السخط ضد الأنظمة الحاكمة بين السكان المحليين، فضلًا عن انتقائية استراتيجيات مكافحة الإرهاب الدولية، وتضارب مصالح الأطراف المشاركة فيها. وبعبارة أخرى، فإن هذا التطور في تفكير التنظيمات الإرهابية يؤدي إلى إدراك أن استراتيجيات البقاء لدى التنظيمات المحلية أدت إلى تراجع الأيديولوجيا كعامل محرك؛ إذ أن كثيرًا من أنشطة تمويل المنظمة الإرهابية اليوم ليس لها أساس يذكر في الشريعة الإسلامية أو الركائز العقائدية للتنظيم. على سبيل المثال، الاتجار بالبشر أو تجارة المخدرات لا تتعارض فقط مع المعتقدات الإسلامية، بل تتطلب أيضًا التواصل مع غير المسلمين الذين تعتبرهم المنظمة من أهل الكفر، فأين المعتقد الديني في هذه الحالة!
  7. رغم تراجع العمليات الإرهابية في أوروبا والدول الغربية كميًا، فإن هذا الوضع قد لا يستمر خلال المرحلة القادمة؛ إذ تجد التنظيمات الإرهابية في تصاعد وارتفاع وتيرة خطاب الكراهية والتشدد سواء الديني أو القومي أرضًا خصبة لتجنيد الأفراد، حيث تزعم التنظيمات الإرهابية ذات المرجعية المنتمية للإسلام أنها تنتقم للإسلام والمسلمين الذين تمت الإساءة إليهم وإلى دينهم، عبر اجتذاب المتعاطفين وتجنيد الأفراد وفقًا لتفسيرات مغلوطة عن الإسلام والدعوات الجهادية لتحقيق أغراض سياسية. وفي المقابل يتذرع إرهاب اليمين المتطرف بكراهية المسلمين للغرب وعدم قابلية التعايش السلمي بين الإسلام والنموذج الغربي، الأمر الذي ترجمته أحداث الكراهية في حادث استهداف مسجدين في نيوزلندا في مارس الماضي.
  8. ومن المحتمل أن تشهد المرحلة القادمة استخدام وتوظيف الجماعات والتنظيمات الإرهابية للتكنولوجيا على نطاق أكثر اتساعًا في ممارساتها الإرهابية سواء فيما يتعلق بالتسليح، التمويل والتجنيد، إذ قد يتم التوسع في استخدام الطائرات بدون طيار "الدرونز"؛ نظرًا لكونه سلاحًا متطورًا منخفض التكلفة. كما قد يتم التوسع في استخدام المنصات الفضائية والتطبيقات الألكترونية في عمليات التجنيد وتوزيع المهام، فضلاً عن اللجوء إلى التوسع في تنويع مصادر التمويل غير التقليدية إما عن طريق الأنشطة الإجرامية، أو عمليات غسيل الأموال، أو العملات الافتراضية بغرض مواجهة عملية تجفيف منابع التمويل التقليدية.

مجمل القول، أن هناك العديد من العوامل التي تنبئ باستمرار الإرهاب مع تغير نسبي في خريطة عمل التنظيمات الإرهابية عن الوضع الراهن، لكن ما يمكن أن يسفر عنه المستقبل مرهون بعدة عوامل يأتي في مقدمتها فرص تحقيق الاستقرار في مناطق الصراعات الإقليمية وأبرزها العراق وسوريا، فعلى حين يسود التخوف من اشتعال صراع طائفي في العراق بعد زيادة قدرات الحشد الشعبي الوكيل الإيراني الأقوى في العراق، تسود المخاوف من قدرة الدولة السورية على الحفاظ على تماسكها ووحدة أراضيها في ظل سياسات تتريك الشمال السوري والعمل على السيطرة على هذه المنطقة. والوضع في اليمن لا يختلف كثيرًا عن تفاصيل هذا المشهد المربك الذي يرتبط بالتطورات الجارية في منطقة الخليج كلها في ظل استمرار الأزمة النووية الإيرانية بحالة شبه متجمدة إلى حين إشعار آخر غير معلوم على وجه الدقة، وإن كان الخبراء يشيرون إلى أن الانتخابات الأمريكية القادمة عام 2020م، هي المدى الزمني المنظور لهذه الأزمة، فجماعة الحوثي إرهابية وهي ذراع لإيران في اليمن. وعلى صعيد آخر فإن قدرة التنظيمات على التكيف والمرونة مع هذه التغيرات الإقليمية لتستمر يمكن أن يتم تقويضها نسبيًا إذا ما اتسعت الجهود التنسيقية والتعاونية الجادة بين دول المنطقة لمكافحة وجود وانتشار الإرهاب، ولدفع المجتمع الدولي لمعاقبة وعزل الدول الراعية للإرهاب والتي تغذيه وتعمل على تنميته.

مجلة آراء حول الخليج