array(1) { [0]=> object(stdClass)#13901 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 211

5 سيناريوهات حول مستقبل المقاتلين الأجانب في سوريا وتجنيسهم يحتاج تشريع

الأحد، 29 حزيران/يونيو 2025

بعد عملية "ردع العدوان" التي توجت بسقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر 2024م، أصبحت "إدارة العمليات العسكرية" تسيطر على 60% من مساحة سوريا. وكان لا بد من الانتقال من فكر الجماعة إلى فكر بناء الدولة، وهو ما يعني ضرورة حل الميليشيات والانتقال إلى بناء جيش وطني موحد.

جمع السلاح وجعله في يد الدولة وحدها مطلب شعبي، ويجب أن يكون في جميع المناطق من دون استثناء، مع ضرورة إرسال رسائل طمأنة حقيقية إلى جميع الطوائف السورية لحثّها على المضي قدماً في دعم هذه الخطوة بدلاً من معارضتها.

تسعى الحكومة الانتقالية في دمشق إلى بسط سيطرتها على كامل الأراضي السورية؛ تعزيزاً لسلطة الدولة، ونبذ منطق الفصائل والمجموعات العسكرية التي بات وجودها عائقاً أمام التوصل إلى استقرار سوريا.

العديد من الفصائل عبّرت عن قلقها من تلك الدعوة، إذ لم يتم التوصّل إلى صياغة نظام قانوني يشكّل حجر الزاوية لصياغة الدستور القادم للبلاد. تلك الفصائل ترى أنه لا بدّ من تكريس منطق الدولة أولاً، من ثم ستقوم بتفكيك نفسها، أو الانضواء تحت مظلة وزارة الدفاع.

وجهة نظر الحكومة في دمشق ترى أنه لا يمكن الحديث عن إمكانية بناء الدولة في ظل الوجود المنفلت للسلاح بيد العديد من الجماعات، فالدولة وحدها من يحق له احتكار السلطة.

هذا المنطق يبدو أنه الأقرب إلى الواقع، فلا مجال للحديث عن الدولة في ظل وجود "كيانات ما قبل الدولة"، حيث الانتماءات الطائفية والإقليمية والعرقية...إلخ.

الكثير من الفصائل يبدو أنها تتفهم رؤية دمشق، لكن العقبة تكمن في الجنوب حيث توجد بعض المجموعات في مدينة السويداء، وفي الشمال حيث تسيطر "قسد". المشكلة في كلتا الحالتين هي وجود العامل الخارجي الذي يتحكم بتلك المجموعات أو يدعمها على أقل تقدير، أقصد هنا كلاً من "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية.

       يبدو أن الولايات المتحدة أصبح لديها مقاربات جديدة حول الملف السوري، وخاصة بعد لقاء الرئيسين ترامب والشرع، وموافقة أمريكا على رؤية الحكومة السورية حول ضم المقاتلين الأجانب إلى صفوف الجيش السوري، شريطة عدم تبوئهم مناصب قيادية، مع غض النظر عن الترفيعات القديمة التي كانت قد صدرت من الحكومة السورية.

       سنحاول هنا الإضاءة على خارطة توزع الفصائل العسكرية المحلية، والفصائل التي يشغلها المقاتلون الأجانب، ومستقبل علاقة تلك الفصائل مع وزارة الدفاع السورية، وصولاً لبناء جيش وطني موحد.

أولاً: الفصائل العسكرية المتواجدة في شمال سوريا

 

أ- "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها:

تشكلت في 28 يناير 2017م، بعد اندماج كل من "فتح الشام" و"حركة نور الدين زنكي" (التي انفصلت عنها لاحقاً) و"جبهة أنصار الدين" و"لواء الحق". كانت تسيطر على منطقة شمال غربي سوريا، أنشأت إدارة مدنية هي "حكومة الإنقاذ". استغلت فترة وقف إطلاق النار (2020-2024م) لإنشاء 18 لواء عسكري مجهز للقتال.

قادت "عملية ردع العدوان" التي بدأت في 27 نوفمبر 2024م، بالتعاون مع: "الحزب الإسلامي التركستاني" و"أجناد القوقاز" و"أنصار التوحيد" و"جيش العزة" و"صقور الشام" و"أحرار الشام". أعلنت الهيئة حل نفسها وانضم مقاتلوها إلى صفوف وزارة الدفاع.

ب- الجيش الوطني السوري: تأسس في العام 2017 م، بدعم تركي، يقدر عدد أفراده بحوالي 29 ألف مقاتل، قاتل ضد تنظيم "داعش" و"قوات سوريا الديمقراطية" في رأس العين وتل أبيض وعفرين.

يتألف من ثلاثة فيالق:

الفيلق الأول: يقوده العميد معتز رسلان، ويبلغ عدده حوالي 9 آلاف مقاتل وينتشرون في مناطق شمال حلب وعفرين ومناطق رأس العين وتل أبيض وجرابلس والباب. انضم لاحقاً بكافة فصائله إلى وزارة الدفاع.

الفيلق الثاني: يقوده فهيم عيسى، يبلغ عدده حوالي 14 ألف مقاتل، ينتشر في مناطق الراعي وعفرين والباب ورأس العين. انضم لاحقاً بكافة فصائله إلى وزارة الدفاع.

الفيلق الثالث: يقوده عزام الغريب، يبلغ عدده حوالي 6 آلاف مقاتل وينتشر في مدينة أعزاز ومحيطها ومدينة الباب ومارع في ريف حلب شمال سوريا. انضم لاحقاً بكافة فصائله إلى وزارة الدفاع.

ج- الجبهة الوطنية للتحرير: وهي عبارة عن 11 مجموعة تأسست في مايو 2018 م، في شمال غرب سوريا، تتبع شكلياً لـ"الجيش الوطني السوري". تم تعيين العقيد فضل الله الحجي، من "فيلق الشام" قائداً عاماً للمجموعة، والرائد محمد منصور من "جيش النصر" رئيساً للأركان. يقدر عدد عناصرها بنحو 25 ألف مقاتل، تنتشر في محافظة إدلب وريف حلب الغربي. انضمت لاحقاً إلى وزارة الدفاع.

       مما تقدم نرى أن جميع الفصائل المتواجدة في شمال سوريا قبلت حل نفسها، وانضمت إلى صفوف وزارة الدفاع، بعد مؤتمر النصر.

ثانياً: الفصائل العسكرية في منطقة شمال شرقي سوريا (قسد)

"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد): تأسست بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية في خريف 2015م، وموافقة النظام السوري السابق، بهدف مقاتلة داعش ومواجهة العشائر العربية الثائرة ضد النظام. غالبيتها من العرب الذين يشكلون حوالي 60% من هذه القوات (انضموا لأسباب اقتصادية)، ويشكل الكرد 40%، مع احتفاظ الكرد بالمواقع القيادية في التنظيم.

تتألف قسد من ستة فصائل، هي:

1- وحدات حماية الشعب: يقدر عددها بـ 20 ألف مقاتل. وهي الجناح المسلح لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي اليساري، وهو الفرع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني".

2- قوات الصناديد: ينتمي غالبية أفرادها إلى عشيرة شمر، ويقدر عددها بحوالي 2000 مقاتل بقيادة نور حميدي الجربا.

3- المجلس العسكري لدير الزور: بقيادة إياد تركي الخبيل، ويبلغ عددهم 15000 مقاتل من عشيرتي العكيدات والبكارة، كبرى عشائر محافظة دير الزور.

4- ثوار الرقة: غالبيتهم من عشيرة الولدة، يقدر عددهم بنحو 1500 مقاتل، بقيادة أحمد العثمان المعروف بـ"أبو عيسى الرقة".

5- وحدات حماية المرأة: وهي الجناح النسائي من "وحدات حماية الشعب".

6- المجلس العسكري السرياني: نشأ في مدينة القامشلي ويقدر عدد مقاتليه بنحو 70 مقاتلاً.

ضغطت الولايات المتحدة على "قسد" لإبرام اتفاق في 10 مارس 2025 م، بين الرئيس أحمد الشرع ومظلوم عبدي، يقضي بضم "قسد" إلى حكومة دمشق، مما يضمن عدم اندلاع مواجهات بعد الانسحاب الأميركي من سوريا، ويحول دون استغلال "داعش" للفرصة لاستعادة نشاطه.

لا تزال المفاوضات جارية بين الحكومة السورية وقسد التي تطالب بشكل من اللامركزية الإدارية، وهو ما ترفضه الحكومة السورية حتى الآن، كما أنها تشترط انضمامها كفصيل تحت مظلة وزارة الدفاع، في حين تسعى الحكومة لضمهم كأفراد يجري توزيعهم على مختلف التشكيلات العسكرية.

بعد قبول الدولة انضمام المقاتلين الأجانب كفصيل (اللواء 84)، بات من المنطقي السماح لقسد بالانضمام كفصيل أيضاً، خاصة وأن معظم أفرادها من السوريين.

 

ثالثا: القوات العسكرية المتواجدة في الجنوب السوري (درعا- السويداء)

أ- درعا:

اللواء الثامن: والذي كان يعمل مع الفيلق الخامس الذي قامت روسيا بتشكيله، يقدر عددهم بـ 800 مقاتل بقيادة أحمد العودة. يتواجد في مناطق (بصرى الشام والحراك وخربة غزالة)، وهناك مجموعة تعمل في المنطقة الشرقية لمحافظة درعا والمحاذية لمحافظة السويداء. لم يحظر أحمد العودة مؤتمر النصر لكنه أرسل نائبه، ثم أعلن حل نفسه بعد زيارة الرئيس الشرع إلى الامارات العربية المتحدة.

جماعة أحرار الشام: تتواجد في غرب درعا (نوى- طفس- اليادودة- المزيريب)، بقيادة أبو حيان حيط.

جيش المعتز: بقيادة أبو مرشد بردان، يتواجدون في منطقة طفس.

فصائل درعا البلد: وهي فصائل صغيرة لكنها تمتلك سلاحاً ثقيلاً، وتمتاز بالتكاتف والتنسيق بين بعضها.

وكانت جميع فصائل درعا قد حضرت مؤتمر النصر.

ب- السويداء:

تتمتع هذه المحافظة بخصوصية معينة باعتبار غالبية سكانها من الدروز، إضافة إلى محاذاتها لإسرائيل، التي تسعى جاهدة لخلق المشاكل في المنطقة، بذريعة "حماية الدروز". ومن أهم الفصائل العسكرية في السويداء:

1- رجال الكرامة: بقيادة الشيخ بوحسن يحيى الحجار.

2- قوات شيخ الكرامة: بقيادة ليث البلعوس.

3- تجمع أحرار الجبل: بقيادة الشيخ سليمان عبد الباقي.

 4- قوات مكافحة الإرهاب: كانت سابقا ذراع "حزب اللواء" مالك أبو خير، وأعلنوا انفصالهم عنه لاحقاً.

5- لواء الجبل: بقيادة مرهج الجرماني الذي اغتيل ولم يسمَّ بديلاً عنه.

6- قوات العليا: في صلخد والريف الغربي، وهي تابعة لـ"لواء الجبل".

من الصعوبة معرفة عدد هذه الفصائل، خاصة وأنها أقرب إلى التنظيمات الشعبية التي تشكلت للدفاع عن أبناء السويداء، ومنطقتي صحنايا وجرمانا ذات الأغلبية الدرزية في ريف دمشق.

غالبية هذه الفصائل مع الثورة، لكن لديها اشتراطات لنزع سلاحها، وهي قريبة من التوجهات السياسية للشيخ حكمت الهجري، الذي أعلن رفضه للإعلان الدستوري وطالب بقيام دولة مدنية. كما أن هذه الفصائل لم تشارك في "مؤتمر النصر"، ما يعني رفضها الانضمام إلى وزارة الدفاع، في الفترة الحالية على الأقل.

حصلت مواجهات بين هذه الفصائل والأمن العام السوري في مدينتي جرمانا وصحنايا (ذات الأغلبية الدرزية) في ريف دمشق، انتهت إلى سيطرة الأمن العام على الحواجز العسكرية المتواجدة في المدينتين.

7- المجلس العسكري في السويداء: تأسس في 24 فبراير 2025 م، بعد سقوط نظام الأسد، بقيادة طارق الشوفي، وهو ضابط سابق انشق عام 2015م، دعا إلى دولة لا مركزية في سوريا بعد مشاركته في مظاهرات السويداء عام 2023م.

يقود "المجلس العسكري" 13 ضابطاً هم قادة "المجلس". ويتألف الشكل التنظيمي للمجلس من عدد من الوحدات، والألوية، والكتائب، والسرايا.

يتميز المجلس بتنظيم عسكري وإداري متكامل، ويُقدّر عدد مقاتليه بـ 800، بينما يدّعي المجلس أن العدد يصل إلى 22 ألف. يُتهم المجلس بالتنسيق مع إسرائيل، خاصة بعد تصريحات نتنياهو حول حماية الأقلية الدرزية. 

يهدف "المجلس العسكري" في السويداء إلى تحقيق الأمن والاستقرار، والحفاظ على تماسك المجتمع، وتوفير بيئة آمنة للمواطنين. يسعى للتنسيق مع القوى الوطنية والدولية لمصلحة الشعب السوري، ورؤيته لسوريا هي دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية تضمن العدالة والمساواة. اعتمد المجلس علمًا يحمل خريطة سوريا مع تعديل يبرز محافظة السويداء بالنجمة الخماسية الدرزية.

أعرب "المجلس العسكري" عن استعداده للتعاون مع "قسد" مشيدًا بدورها في محاربة الإرهاب، وأيد طلب الشيخ حكمت الهجري للحماية الدولية بعد أحداث جرمانا وأشرفية صحنايا.

يشهد المجلس توسعًا بانضمام فصائل جديدة مثل "قوات الجنوب"، و"العانات"، وتجمع "شباب حِبران". ويتبنى موقفاً عدائياً واضحاً من حكومة دمشق، ويرفض التعامل معها، واصفاً إياها بـ “سلطات الأمر الواقع". للمجلس علاقات قوية مع إسرائيل والشيخ موفق طريف، الذي يبدو أنه المسؤول عن التمويل.

       يبدو أن نزع سلاح الفصائل الدرزية هو الأكثر تعقيداً بالنسبة للحكومة السورية التي ترى أن التفاهم مع إسرائيل قد يؤدي في النهاية إلى ايجاد نهاية لهذه الميليشيات.

 

ج- البادية ومنطقة التنف:

1- جيش سوريا الحرة: تأسس في العام 2015م، في منطقة التنف، بدعم أمريكي وأردني بهدف القتال ضد داعش والنظام السوري والميليشيات الإيرانية. يقدر عدد أفراده بـ 3000 مقاتل بقيادة فريد قاسم، الذي تم عزله العام الماضي وتسمية سالم العنتري بدلاً منه. شاركت قياداته في مؤتمر النصر، وأصبحوا جزءاً من وزارة الدفاع.

إن مساعي الادارة الجديدة لتوحيد جميع الفصائل تحت مظلة وزارة الدفاع مهمة ليست سهلة، خاصة وأن هناك تباينات منها ما يتعلق بالعقيدة القتالية لتلك التنظيمات، والتوجهات السياسية المتضاربة أحياناً، والخلافات الايديديولوجية العميقة.

 

رابعاً: مؤتمر النصر

في 29 من شهر يناير 2025م، عقد "مؤتمر النصر" بحضور 18 فصيلاً عسكرياً، حيث حضرت جميع الفصائل ما عدا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وفصائل السويداء، نتج عنه قراراً بتولي أحمد الشرع رئاسة الجمهورية العربية السورية لمرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات، وحل جميع الميليشيات والانضواء تحت مضلة وزارة الدفاع. ومن أبرز الفصائل المشاركة:

1- هيئة تحرير الشام: تأسست عام 2012م، باسم "جبهة النصرة"، تحالفت مع "داعش" ثم انفصلت عام 2013م، بايعت تنظيم القاعدة ثم غيرت اسمها إلى "هيئة تحرير الشام" عام 2016م، تضم مجموعة "العصائب الحمراء" التي تعتبر قوات النخبة وحققت انتصارات ضد قوات الأسد.

2- جيش العزة: جزء من الجيش السوري الحر، نشط في معارك إسقاط النظام في شمال سوريا، بقيادة الرائد جميل الصالح.

3- جيش الإسلام: كان من أقوى الفصائل في سوريا، وتركزت مواقعه في غوطة دمشق الشرقية، لكنه اضطر للخروج إلى الشمال السوري قبل سنوات.

4- حركة أحرار الشام: تأسست في بداية الثورة السورية، لكنها تعرضت لضربة قاسية في العام 2014م، وقتل 40 من قادتها.

5- فصائل الجنوب: في درعا كانت أولى كتائب المعارضة التي وصلت إلى دمشق، حيث ساعدت في تأمين رئيس وزراء النظام السابق.

6- أنصار التوحيد: فصيل نشأ من بقايا "جند الأقصى"، الذي قامت فصائل في المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام بتفكيكه، ولم يبقَ منه سوى لواء الأقصى.

7- فيلق الشام: يعرف كذلك باسم فيلق حمص، وهو تحالف يضم جماعات معارضة تشكلت من أجل تعزيز قوة الإسلاميين المعتدلين خلال الحرب.

8- حركة نور الدين الزنكي: حركة ثورية شاركت في الحرب السورية بين 2014 و2015م، وكانت جزءاً من مجلس قيادة الثورة.

9- أحرار الشام: وهي جماعة سلفية جهادية.

10- صقور الشام: عبارة عن فصيل عسكري سوري.

11- الجبهة الشامية: فصيل عسكري شارك في الحرب الأهلية السورية.

12- فرقة السلطان مراد: فرقة عسكرية سورية تدعمها تركيا.

13- أحرار الشرقية: فصيل عسكري سوري.

14- فرقة الحمزة: فرقة عسكرية سورية تدعمها تركيا، يقودها سيف بولاد (أبو بكر)، الذي فرضت عليه عقوبات من قبل الاتحاد الأوربي على خلفية أحداث الساحل.

15- فرقة سليمان شاه: (العمشات) فرقة عسكرية سورية تدعمها تركيا. يقودها محمد حسين الجاسم (أبو عمشة)، الذي فرضت عليه عقوبات من قبل الاتحاد الأوربي على خلفية أحداث الساحل.

16- الجيش الوطني السوري: قوة عسكرية سورية.

17- الجبهة الوطنية للتحرير: جبهة عسكرية سورية.

18- فصائل حوران: فصائل عسكرية في محافظة حوران.

خامساً: داعش

نفذ التنظيم حوالي 100 هجوم ضد ميليشيات مدعومة من إيران و300 هجوم ضد قوات النظام السابق و300 أخرى ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) خلال عام 2024.

في 8 ديسمبر 2024م، فر الأسد إلى موسكو، فاستغل "داعش" الفراغ الأمني في البادية السورية لزيادة هجماته، حيث أصبحت المنطقة ملاذًا آمنًا له منذ خسارته الأراضي عام 2019م.

في 11 ديسمبر 2024م، أعلنت الحكومة السورية عن إحباط هجوم على مقام السيدة زينب واعتقال خلية تابعة لـ"داعش". تلت ذلك غارات جوية أميركية في 16 ديسمبر أسفرت عن مقتل 12 عنصراً من التنظيم، ومقتل قيادي آخر في دير الزور في 19 ديسمبر، واستهداف شاحنة أسلحة في 23 ديسمبر.

في ديسمبر 2024م، وقعت هجمات بارزة، منها هجوم جنوبي الرقة الذي أسفر عن مقتل شخصين، وآخر استهدف حقل شاعر للغاز مما أدى إلى مقتل مدير المحطة.

في يناير 2025م، دعمت الولايات المتحدة عملية لـ “قسد" أدت إلى اعتقال زعيم خلية هجومية، وفي 16 فبراير 2025م، أعلنت الحكومة السورية اعتقال "أبو الحارث العراقي" المتهم بالتخطيط لهجمات.

 شنت الطائرات الأميركية 75 غارة على معسكر تدريب "داعش" في سوريا. في فبراير 2025م، دعمت الولايات المتحدة اتفاقًا بين تركيا والأردن والعراق وسوريا ولبنان للتعاون ضد "داعش"، حيث سعت أنقرة لوقف الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية مقابل انسحاب أميركي من سوريا، وبالتالي تتحمل هذه الدول عبء مكافحة داعش.

أصدر تنظيم "داعش" بياناً مصوراً في 20 أبريل 2025 م، هدد فيه الرئيس أحمد الشرع من الانضمام إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بعد أن وجهت الولايات المتحدة طلباً إلى الحكومة السورية بضرورة المشاركة في مكافحة الإرهاب.

حذر قائد "قسد"، مظلوم عبدي، من عودة "داعش" للظهور العلني، مشيرًا إلى تحرك خلاياه إلى مناطق سيطرة "قسد". وأكد تقرير للأمم المتحدة في فبراير 2025م، أن "داعش" استفاد من سقوط الأسد لتعزيز عملياته، مع تقديرات بوجود 1500 إلى 3000 مقاتل في سوريا والعراق، معظمهم في سوريا.

وبعد لقاء الشرع بالرئيس ترامب، تنظيم داعش وفي نشرته الأسبوعية وصف الرئيس الشرع بأنه: "خائن للقضية" و"كافر" و"عبد" و"تذلل أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داعياً المقاتلين الأجانب إلى الانشقاق عنه والالتحاق بصفوف داعش.

       كما أعلنت داعش مؤخراً تسمية "أبو دجانة الجبوري" والياً على حلب، بعد زيارة الرئيس الشرع للمدينة، واعلانه الانتقال إلى مرحلة الاعمار في سوريا.

 

سادساً: المقاتلون الأجانب (قادة في سوريا ومطلوبون في بلدانهم)

عشرات الآلاف من المقاتلين توافدوا إلى سوريا بعد بدء الحرب فيها، قدموا من جنسيات مختلفة، أبرزها:

أولاً: الحزب التركستاني الاسلامي (الآيغور) من الصين، وهم من أكبر المجموعات العددية، يقدر عددهم بخمسة آلاف، معظمهم في "هيئة تحرير الشام"، وهو تنظيم نشأ في أفغانستان ولا يزال زعيمه، "عبد الحق التركستاني" مقيمًا هناك. أعلن الحزب حل نفسه مؤخراً والانضمام إلى وزارة الدفاع. وهي خطوة لقيت ترحيباً أمريكياً، ومن المتوقع أن تسهم في عودة العلاقات بين سوريا والصين، بعد أن كانت السفارة الصينية في دمشق قد أغلقت منذ سقوط نظام الأسد.

ثانياً: المقاتلين الشيشان: قادة ومقاتلون من روسيا، اشتهروا بخبرتهم القتالية.

ثالثاً: المقاتلين العرب: من الخليج العربي، والأردن، ومصر، وتونس، والمغرب.

رابعاً: الأوروبيون: من فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا وعددهم قليل جداً خصوصاً أن عدداً كبيراً منهم عاد إلى بلاده، كما قامت العديد من الدول الأوربية بسحب الجنسية عنهم.

خامساً، مقاتلون من دول مختلفة: أوزبكستان، طاجيكستان، وألبانيا، مع وجود أعداد صغيرة من جنسيات أخرى.

سادساً: المقاتلون الأتراك "فرسان محمد"، "العلم والجهاد"، و "كتائب الفرقان والصفوة"، يقدر عددهم بـ 1500 مقاتل، منهم عمر شيفتشي الذي منح رتبة عميد في الجيش السوري الجديد.

المقاتلون الأجانب في صفوف "الهيئة" كانوا موزعين على الألوية والمجموعات إما على أساس غير عرقي كالمصريين وهم أفراد ليس لهم كتائب مستقلة، والأوروبيين حالهم حال المصريين، أو على أساس عرقي كالشيشان "أجناد القوقاز" وعددهم 150، والأوزبك والتركستان وعددهم 1500 مقاتل، وغيرهم. و"الجزراوية" الذين يعملون في الجانب الدعوي والإنساني بشكل مستقل وعددهم لا يتجاوز 200 شخص. وهناك "أنصار التوحيد" وهم فصيل عبارة عن خليط من المقاتلين المحليين وهم الأكثر.

ومع بدأ تشكيل وزارة الدفاع بعد سقوط نظام الأسد بدأت الوزارة توزيعهم على الفرق العسكرية المشكلة ضمن الجيش السوري، وهم:

- "الحزب الإسلامي التركستاني": قائد الفصيل أبو محمد التركستاني، العدد التقديري لعناصره 250

- "أنصار التوحيد": قائد الفصيل أبو دياب سرمين، العدد التقديري لعناصره 200

- "أجناد القوقاز": قائد الفصيل مسلم الشيشاني، العدد التقديري لعناصره 250

- "الشيشان" (أجناد الشام): قائد الفصيل أبو عبد المالك الشيشاني، العدد التقديري لعناصره 300

 

أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن تعيين مجموعة من المقاتلين في مناصب عسكرية رفيعة في الجيش السوري، حيث تم ترقيتهم إلى رتب تتراوح بين عميد وعقيد. من بين هؤلاء المقاتلين عبد الرحمن حسين الخطيب (أردني)، وعلاء محمد عبد الباقي (مصري)، وعبد العزيز داوود خدابردي (تركي)، ومولان ترسون عبد الصمد (طاجيكي)، وعمر محمد جفتشي (تركي)، وعبد البشاري خطاب (ألباني)، وزنور البصر عبد الحميد عبد الله الداغستاني، قائد «جيش المهاجرين والأنصار».

تشترط الحكومة السورية على المقاتلين الأجانب عدم التورط في أية نشاطات خارج حدود سوريا، وعدم الاساءة إلى أي مكون سوري، مقابل بقاءهم في سوريا وتجنيسهم، نظراً لدورهم في نجاح الثورة السورية، ولأن أكثرهم تزوج من سوريات وبات لديهم أولاد.

المطالب الأمريكية والدولية تشترط عدم تولي هؤلاء مناصب عسكرية، والعمل على اعادة تأهيلهم واندماجهم في المجتمع السوري، وهي مهمة ليست سهلة بكل تأكيد.

تخشى الكثير من الدول تكرار نموذج "الأفغان العرب"، الذين جاهدوا في أفغانستان، ثم عادوا إلى بلادهم وهم يحملون فكراً جهادياً متطرفاً، لذا فهي تدعم فكرة توطينهم في سوريا.

مستقبل المقاتلين الأجانب: هناك خمسة سيناريوهات مطروحة، وهي:

1- النموذج البوسني (الدمج والتوطين)، مع الإشارة إلى أن عددهم في البوسنة كان صغيرًا جداً، مقارنة بأعدادهم في سوريا.

2- النموذج الأفغاني (عودة كل منهم إلى وطنه)، لكن بعض الدول الأوروبية كانت قد قامت بسحب الجنسية منهم، كي تضمن عدم عودتهم (دولهم لا تريدهم).

3- النموذج العراقي (الانتقال إلى دولة أخرى للجهاد هناك، مثل أوكرانيا)، خاصة وأن هؤلاء ليس لديهم مشكلة في القتال مع من يختلف معهم دينياً (المسيحيين).

4- منحهم اللجوء السياسي في دولة ثالثة.

5- القضاء عليهم جميعاً: عبر غارات جوية تنفذها دول خارجية، وهي مهمة تحتاج إلى توافقات دولية كبيرة، وتحتاج إلى بعض الوقت.

مع الإشارة إلى أن ظاهرة المقاتلين الأجانب في سوريا ليست فريدة، حيث تشير حالات تاريخية إلى مشاركة المقاتلين الأجانب في النزاعات، مثل الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865) حيث شكلوا 30% من القوات. والحرب الأهلية الإسبانية في الثلاثينات حيث مُنحت إسبانيا رتباً عسكرية لهم. كما يُعتبر الفيلق الأجنبي الفرنسي، الذي تأسس عام 1830، مثالاً بارزاً على دمج الجنود الأجانب في تشكيل عسكري نظامي مع فرص للترقية.

       الضباط المنشقين عن الجيش السوري يعتقدون أن لهم الأولوية في العودة إلى صفوف الجيش، وهناك أصوات ترى أن تجنيس المقاتلين الأجانب بحاجة إلى تشريع، وأن ذلك ليس من صلاحيات الحكومة المؤقتة.

       يبدو أن الكثير من المشكلات في سوريا في طريقها إلى الحل، في ظل الثقة التي استطاعت القيادة الجديدة بناءها مع الشعب السوري أولاً، ومع باقي الدول والحكومات والمؤسسات، خاصة وأن سوريا المستقبل سيكون عنوانها البناء والرفاه والازدهار، لا المشاكل والصراعات.

وختاماً فإن القلق على مستقبل سوريا أمر يعني السوريين وحدهم، أما المخاوف فهي أمر يعني دول العالم كلها، وفي مقدمتها دول الجوار.

مجلة آراء حول الخليج