array(1) { [0]=> object(stdClass)#13490 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 203

السعودية والنجاحات الإقليمية والدولية

الأربعاء، 30 تشرين1/أكتوير 2024

في إطار دعم مسيرة التعاون والتلاحم الخليجي/ العربي، والخليجي/ الدولي شهد منتصف شهر أكتوبر الماضي تحركات سعودية مهمة للغاية تصب في حماية المنطقة العربية من تداعيات الأحداث التي تعصف بأمنها واستقرارها، وإيقاف التصعيد المحموم الذي تقوم به إسرائيل تجاه غزة ولبنان، وبالتوازي دعم التعاون والشراكة  الخليجية ـ العربية، والتعاون الخليجي / الدولي، فبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ ، قاد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء جهودًا مكثفة لتحقيق أمن واستقرار وإيقاف التصعيد والحرب في المنطقة العربية برمتها، وتعزيز المصالح الاقتصادية  للمملكة والمنطقة الخليجية والعربية، وكان قد بدأ سموه  زيارة إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة في الخامس عشر من أكتوبر المنصرم وعقد جلسة مباحثات هامة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث تم مناقشة القضايا المطروحة على الساحة العربية والتي تهم البلدين وسبل إنهاء الحروب في المنطقة والحفاظ على الحقوق الفلسطينية وعدم امتداد الحرب.

 وفي إطار العلاقات الثنائية تم التوقيع على محضر تشكيل (مجلس التنسيق الأعلى السعودي ـ المصري) برئاسة سمو الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليكون منصة فاعلة لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين ودفعها نحو آفاق أرحب بما يحقق المصالح المشتركة، كما رحب الجانبان بتوقيع اتفاقية (تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة ) بين حكومة المملكة والحكومة المصرية لتمكين وتعزيز الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة في جميع المجالات بين البلدين، وتوفير بيئة استثمارية محفزة وجاذبة للقطاعات الواعدة والاستفادة من الفرص الاستثمارية في البلدين.

وبهذه الإجراءات العملية تدخل العلاقات الاستثمارية بين البلدين مرحلة جديدة من مراحل العلاقات الاقتصادية القائمة على المصالح المشتركة التي تعود بالنفع على الدولتين الكبرتين في المنطقة وبما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين السعودي والمصري، والدفع بالمنطقة نحو نهضة اقتصادية شاملة في ظل طموحات رؤية 2030وعلى ضوء التنافسية العالمية ووجود التكتلات الاقتصادية الكبرى في العالم.

و في اليوم التالي لزيارة سمو ولي العهد لجمهورية مصر العربية، ترأس سموه وفد المملكة العربية السعودية إلى القمة الخليجية ـ الأوروبية الأولى التي استضافتها العاصمة البلجيكية بروكسل، في 16/ 10/ 2024م، وجاءت تحت عنوان "شراكة استراتيجية من أجل السلام والازدهار"  بمشاركة 30 رئيس دولة وحكومة من الجانب الخليجي والأوروبي ، وهذا التمثيل رفيع المستوى يؤكد حرص واهتمام الجانبين لتفعيل التعاون على المستوى الرسمي، وكان لهذه القمة صدىً واسع، وحققت نتائج مرضية جدًا للجانبين، فعلى الصعيد الإقليمي والدولي، أكد البيان الختامي للقمة على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وعلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بحل الدولتين، و ثمنت دول الاتحاد الأوروبي المبادرة السعودية لإطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، والجهود التي بذلتها المملكة من خلال اللجنة العربية / الإسلامية المشتركة والتي أدت إلى اعتراف عدة دول أوروبية بالدولة الفلسطينية، وتبنت القمة أيضًا الحلول السلمية لكافة قضايا المنطقة والعالم، وامتدت اهتماماتها لمناقشة إيقاف الحرب الروسية ـ الأوكرانية، ودعت لإنشاء فريق عمل مشترك لمكافحة الإرهاب ومعالجة المخاوف المشتركة المتعلقة بأخطار الجماعات المتطرفة والميليشيات المسلحة في المنطقتين.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين دول مجلس التعاون ودول الاتحاد الأوروبي، فقد تم الاتفاق على دورية انعقاد هذه القمة كل عامين ، والاتفاق على انعقاد القمة المقبلة عام 2026م، في الرياض، وفي ذلك دلالة مهمة ، فدورية القمة تعني تفعيل الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين على مستوى القادة والزعماء، ومناقشة التحديات والعمل على حلها من لدن متخذي القرار مباشرة، وكذلك متابعة الإنجازات والبناء عليها بشكل دائم، وتفعيل استراتيجية الشراكة الأوروبيةـ الخليجية التي صدرت عن الاتحاد الأوروبي في مايو عام 2022م، وأيضًا تعميق العلاقات التجارية القائمة بين الجانبين والتي بلغت شأوًا كبيرًا ، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين أكثر من 170 مليار يورو العام الماضي بما يجعل دول الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون و يؤكد في الوقت نفسه محورية العلاقات السعودية ـ الأوروبية، بما يحقق الرغبة المشتركة في توسيع الشراكات الاستراتيجية ودعم استقرار أسواق الطاقة وتنويعها والاستفادة من التقنيات الحديثة لذلك تم إنشاء فريق مشترك من الجانبين  للاستفادة من الفرص الاستثمارية في القطاعات الاستراتيجية المهمة والمتمثلة في التكنولوجيا والبنية الأساسية المتطورة و التنمية المستدامة، والتعاون في مجالات الأمن السيبراني والتحول الرقمي والطاقة الجديدة والمتجددة وكل مجالات التقنية المتطورة، والرغبة في أن يضطلع الاتحاد الأوروبي بدور مهم في قضايا الشرق الأوسط بما يتناسب مع العلاقات التاريخية والقرب الجغرافي وحجم العلاقات التجارية.

من جهة أخرى، وبالانتقال إلى موضوع ملف هذا العدد من مجلة (آراء حول الخليج) وهو "قراءة في التطورات الداخلية والعلاقات الإقليمية والدولية لدول المغرب العربي" لعلنا نؤكد في هذا الصدد على اهتمام المملكة العربية السعودية الدائم بدول المغرب العربي مجتمعة، ولها مواقف تاريخية للعمل على لم شمل الدول المغاربية، وتجلى ذلك بالدور السعودي في عهد الملك فهد بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ لتحقيق المصالحة بين المغرب والجزائر في القمة الإسلامية بمكة المكرمة عام 1987م، وتبعها قيام الملك فهد ـ يرحمه الله ـ بعقد لقاء بين الملك الحسن الثاني والرئيس الشاذلي بن جديد في خيمة على الحدود المغربية / الجزائرية عام 1989م، ذلك اللقاء الذي مهد لقيام "اتحاد المغرب العربي"، واستمر اهتمام المملكة العربية السعودية عبر القيام بمبادرات الوفاق بين الأشقاء في دول المغرب العربي، وبعد قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب عام 2021م، قادت الدبلوماسية السعودية جهودًا بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ عام 2022م، لتحقيق الوفاق بين الجزائر والرباط حرصًا من القيادة السعودية على تحقيق الوئام وعدم الفرقة بين الأشقاء من دول الاتحاد المغربي.

وفي الختام، الدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية على كافة الأصعدة يصب دائمًا في خدمة مصالح الأمة العربية بأسرها والدفاع عن قضاياها وتحقيق التنمية المستدامة في مناخ من الاستقرار لخدمة الحاضر والمستقبل.

مقالات لنفس الكاتب